للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى مسلم، والترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: [كان] رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة في الجاهلية.

ومناة: صنم بين مكة والمدينة.

قالوا: يا نبي الله! إن كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيماً لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله الآية (١).

وكانوا لا يتبايعون في يوم عرفة ولا في أيام منى، فلما جاء الإسلام أحلَّ الله ذلك، فنزل {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: ١٩٨].

وفي قراءة أبي بن كعب - رضي الله عنه -: في مواسم الحج؛ يعني: منى وعرفة (٢).

روى البخاري، والمفسرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت عكاظ، ومجنة، وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثَّموا أن يتَّجروا في المواسم، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: ١٩٨] في مواسم الحج (٣).

وروى عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى في الآية قال: كان ناس من أهل الجاهلية يسمون ليلة النفر ليلة الصدر، وكانوا لا يعرجون


(١) بهذا اللفظ رواه البخاري (٤٥٨٠)، وانظر الحديث السابق.
(٢) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (١/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٣) رواه البخاري (٤٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>