للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الأزرقي - أيضًا - عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: أن جبريل عليه السلام وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه عصابة حمراء قد علاها الغبار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هَذا الْغُبارُ الَّذِيْ أَرَىْ عَلَىْ عِصابَتِكَ أَيُّها الرُّوْحُ الأَمِيْنُ؟ " قال: "إني زرت البيت، فازدحمت الملائكة على الركن، فهذا الغبار الذي ترى مما تثيره بأجنحتها" (١).

وروى - أيضًا - عن عثمان بن يسار قال: بلغني - والله أعلم - أن الله تعالى إذا أراد أن يبعث ملكًا من الملائكة لبعض أمور في الأرض استأذنه ذلك الملك في الطواف ببيته، فيهبط الملك مهلاً (٢).

وروى - أيضًا - عن مقاتل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يصلي في البيت المعمور كل يوم سبعون ألف ملك، ثم يقومون إذا أمسوا فيطوفون بالكعبة، ثم يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ينصرفون، ولا تنالهم النوبة حتى يوم القيامة (٣).

ونقل القرطبي في "تفسيره" عن الحسن: أنه قال في قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤)} [الطور: ٤]: هو الكعبة البيت الحرام الذي هو معمور من الناس، فيعمره الله تعالى في كل سنة بست مئة ألف، فإن عجز الناس عن ذلك أتمه الله تعالى بالملائكة، وهو أول بيت وضع للعبادة في الأرض (٤).


(١) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٣٥).
(٢) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٣٥).
(٣) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٤٩).
(٤) انظر: "تفسير القرطبي" (١٧/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>