للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (١٠٠)

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: ١٠٠ - ١٠٣] الآية (١).

وقال أهل الأخبار: كان الأوس والخزرج أخوين لأب وأم، فوقعت بين القبيلتين عداوة بسبب قتيل، فتطاولت تلك العداوة والحرب بينهم عشرين ومئة سنة إلى أن أطفأ الله ذلك بالإسلام، وألَّف بينهم برسوله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرهم الله تعالى بقوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: ١٠٣] (٢).

قال [ ... ] (٣): والآية شاملة للأنصار وغيرهم ممن كانوا متعادين في الجاهلية متدابرين حتى امتن الله عليهم بالإسلام، فتحابوا وتواصلوا في ذات الله، وتعاونوا على البر والتقوى.

وروى الإمام مالك، والشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقاطَعُوا،


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٣٩٨)، و"تفسير الثعلبي" (٣/ ١٦٤).
(٣) بياض في "أ" و"ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>