للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأول من عرف بالنفاق من هذه الأمة: عبدُ الله بن أبي ابنُ سلول.

ولم يكن قبل الهجرة نفاق ولا بعدها حتى كانت وقعة بدر العظمى، وأعلى الله كلمته، وأظهر الإِسلام وأعز أهله، قام عبد الله بن أبي، وكان رأساً في المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيد الطائفتين الخزرج والأوس في الجاهلية، وكانوا قد عزموا أن يملكوه عليهم، فجاءهم الخبر، فأسلموا واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإِسلام وأهله، فلما كانت وقعة بدر قال: هذا أمر قد توجه، فأظهر الدخول في الإِسلام، ودخل معه طوائف ممن هو على طريقته، وآخرون من اليهود، ومن ثم وجد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، ولذلك لم تذكر صفات المنافقين إلا في السور المدنية، وكل آية نزلت في المنافقين فهي بعد غزاة بدر.

واعلم أن من تشبه بالمنافقين في الاعتقاد كأن شك في شيء مما جاء به محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، أو أنكر شيئًا منه، وتلبس بأقوال الإِسلام وأعماله ظاهراً تقية، وخوفاً على دمه أو ماله، فهذا منافق حقيقة، وهو كافر مخلد في الدرك الأسفل من النار إذا مات؛ والعياذ بالله على ذلك.

وقد سئل حذيفة - رضي الله عنه -: من المنافق؟

قال: الذي يصف الإِسلام ولا يعمل به.

رواه ابن أبي شيبة (١).


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>