للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن الحسن رحمه الله تعالى قال: ما صدَّقَ أحدٌ بالنار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وإن المنافق لو كانت النار خلف هذا الحائط لم يصدق بها حتى يتجهم عليها (١).

وأما من تشبه بالمنافقين في الأخلاق، أو الأعمال، أو الأحوال مع صحة الاعتقاد والتصديق، فهذا لا نحكم عليه بالكفر، ولا يستوجب الخلود في النار، لكنه عرض نفسه لأن يحشر معهم، ويكون في زمرتهم، وربما كان هذا مستجراً لهم إلى اعتقادهم.

روى ابن أبي شيبة عن علي رضي الله تعالى عنه قال: الإيمان يبدأ نقطة بيضاء في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت بياضاً حتى يبيض القلب كله.

والنفاق يبدأ نقطة سوداء في القلب، كما ازداد النفاق ازدادت سواداً حتى يسود القلب كله.

والذي نفسي بيده لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود (٢).

وروى الإِمام أحمد، والطبراني عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْقُلُوبُ أَرْبَعةٌ، قَلْبٌ أجردٌ وَفِيهِ سِراجٌ يُزْهِرُ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ أَسْودُ مَنْكُوسٌ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْكافِرِ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبوطٌ عَلى غِلافِهِ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنافِقِ، وَقَلْبٌ


(١) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٦٥).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>