للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرش بيتا على أربع أساطين من زبر جد، وغشاه ياقوتة حمراء، وشممى: البيت الضُّراح، ثم قال الله عز وجل للملائكة: طوفوا بهذا البيت، ودَعُوا العرش.

قال: فطافت الملائكة بالبيت، وتركوا العرش، وصار أهون عليهم، وهو البيت المعمور الذي ذكره الله عز وجل يدخله كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً.

ثم إنَّ الله عز وجل بعث ملائكة فقال: ابنوا لي بيتًا في الأرض بمثاله وقدره، فأمر الله تعالى من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما تطوف أهل السماء بالبيت المعمور.

فقال السائل لعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما: صدقت يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

هكذا كان الضُّرَاح - بضم الضاد المعجمة، وبالراء، والحاء المهملة -.

قلت: وهذا الأثر صريح في أن الله تعالى أراد من أهل الأرض أن يتشبهوا بأهل السماء في الطواف بالبيت وأمرهم بذلك.

وكذلك ما رواه الأزرقي - أيضًا - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض من الجنة كان رأسه في السماء، ورجلاه في الأرض، وهو مثل الفلك في رعدته، قال: فطاطأ الله


(١) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>