للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن ذكر في "الإحياء" أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُبُّ الْمالِ وَالشَّرَفِ يُنْبِتانِ النِّفاقَ فِي الْقَلْبِ كَما يُنْبِتُ الْماءُ الْبَقْلَ" (١).

وروى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْغِناءُ وَاللَّهْوُ يُنْبِتانِ النِّفاقَ فِي الْقَلْبِ كَما يُنْبِتُ الْماءُ الْعُشْبَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْقُرْآنَ وَالذِّكْرَ لَيُنْبِتانِ الإِيْمانَ فِي الْقَلْبِ كَما يُنْبِتُ الْماءُ الْعُشْبَ" (٢).

عن يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى قال: ليس على وجه الأرض أحد إلا وفيه فقر وحرص، ولكن من أخلاق المؤمنين أن يكونوا حُرَّاصاً على طلب الجنة، فقراء إلى ربهم، والمنافق حريص على الدنيا، فقير إلى الخلق (٣).

قلت: ومن ثم قال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: ٢٤]، ولم يقل: لما تنزل لأنه لا يناله إلا ما قسم له سابقاً، ولا يحدث له ما ليس في السابقة، وما كان سؤاله إلا إظهاراً


(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٣/ ٢٣٢). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ٨٣١): رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أبي هريرة بسندٍ ضعيف، إلا أنه قال: "حب الغناء"، وقال: "العشب" مكان "البقل".
قلت: وبلفظ الديلمي لا شاهد فيه على أن المراد بالغناء غنى المال.
(٢) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٤٣١٩).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>