للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى قال: إن هذه الدراهم والدنانير أَزِمَّةُ المنافقين، يقادون بها إلى السوءات (١).

وروى ابن أبي شيبة عن وهب بن منبه قال: من خصال المنافق: يحب المبرة، ويبغض الذم (٢).

قلت: ووجهه أن العبد يتحقق من نفسه أنه مخلوق من تراب ومن ماء مَهين، ثم هو موصوف بالضعف ومخلوق منه، وهو متحقق بالنقص والفاقة، والخطأ، والمرض والموت، فهو أحرى بالذم لا يستوجب مدحاً إلا إن وفقه الله تعالى إلى الإيمان والعمل الصالح حتى يموت على ذلك، والخاتمة مجهولة.

فإن قلت: فما تصنع بقوله - صلى الله عليه وسلم -.

"إِذا مُدِحَ الْمُؤْمِنُ فِي وَجْهِهِ رَبا الإِيْمانُ فِي قَلْبِهِ".

رواه الطبراني في "الكبير"، والحاكم وصححه، عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما (٣)؟ قلت: وجه: "رَبا الإِيْمانُ فِي قَلْبِهِ" أنه يرى إطلاق الألسنة عليه بالمدح دليلاً على حسن الخاتمة من قبيل التفاؤل؛ إذ المؤمنون


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٣٦).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥١٧٧)، وعنده: "الحمد" بدل "المبرة".
(٣) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٤٢٤)، والحاكم في "المستدرك" (٦٥٣٥). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>