للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد: أن لا يخاف الله اغتراراً، أو جرأة عليه، أو عدم تصديق بوعوده، أو شكاً في قدرته سبحانه وتعالى، وهذا حال المنافقين، بخلاف ما لو كان الحامل له على ترك الخوف حسن ظنه بربه، ولا يصح هذا إلا مع الأعمال الصالحة، والأقوال السديدة، والأخلاق الجميلة.

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن الضحاك رحمه الله تعالى قال: لا يضحك في الصلاة إلا منافق (١).

وروى الديلمي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ كَالثَّوْبِ الأَبْيَضِ؛ يُصِيْبُهُ الْقَطْرَةُ مِنَ الدَّرَنِ فَتَسْتَبِيْنُ فِيهِ، وَالْمُنافِقُ كَالثَّوْبِ الدَّنِسِ فَلا تَسْتَبِينُ فِيهِ" (٢).

وتقدم قول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب المنافق لوجدتموه أسود (٣).

وهو استعارة لصفاء قلب المؤمن وخلوه من أمراض القلب، ولِدَرَنِ قلب المنافق وامتلائه من الأمراض؛ عافانا الله تعالى منها.

وروى الفريابي عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم ثلاثة: منافق يقرأ القرآن لا يخطئ فيه واواً ولا ألفاً، يجادل الناس أنه أعلم منهم ليضلهم عن الهدى، وزلة عالم، وأئمة مضلون (٤).


(١) لم أقف عليه.
(٢) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٦٥٦٤).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه الفريابي في "صفة المنافق" (ص: ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>