للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم في الحديث الصحيح تمثيل المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأَتْرُجة، والذي لا يقرأ القرآن بالتمر، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن بالريحانة، والذي لا يقرأ القرآن بالحنظلة (١).

وأنشد في "التذكرة الحمدونية" لابن الرومي: [من البسيط]

كُلُّ الْخِلالِ الَّتِي فِيكُمْ مَحاسِنُكُمْ ... تَشابَهَتْ فِيكُمُ الأَخْلاقُ

وَالْخُلُقُ كَأَنَّكُمْ شَجَرُ الأُتْرُنْجِ طابَ مَعاً ... حِملاً وَنُوراً وَطابَ الْعُودُ وَالْوَرَقُ (٢)

وقلت في عقد الحديث المتقدم: [من البسيط]

إِنَّ الْمُنافِقَ كَالرَّيْحانِ إِنْ قَرَأَ الْـ ... ـقُرْآنَ أَوْ لا فَمِثْلُ الْحَنْظَلِ الْكَرِهِ

وَالتَّمْرُ أَوْ شَجَرُ الأُتْرُنْجِ طابَ ... كَما رَوَيْنا مِثالَ الْمُؤْمِنِ النَّزِهِ

وروى الطبراني في "الأوسط" عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الْمُنافِقُ لا يَحْفَظُ سُورَةَ هُودٍ، وَبَراءة، وَيس، وَالدُّخانِ، وَعَمَّ يَتَساءَلُونَ" (٣).

لا يحفظها متدبراً لها حافظاً لحدودها، فربما وجد في حفاظ القرآن من جمع كثيراً من خصال المنافقين، اللهم إلا أن يقال: إن من حفظ تلك السور فلا يتركهن أن يختم له بالإيمان.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "التذكرة الحمدونية" لابن حمدون (٢/ ٢٢٧).
(٣) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٧٥٧٠). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٥٧): فيه نهشل بن سعيد، وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>