للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: "إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِها، فَإِذا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحابُهُ، جاءَهُ مَلَكٌ شَدِيدُ الانْتِهارِ فَيَقُولُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: أَقُولُ: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَعَبْدُهُ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ الَّذِي كانَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَنْجاكَ اللهُ مِنْهُ وَأَبْدَلَكَ بِمَقْعَدِكَ الَّذِي تَرى مِنَ النَّارِ مَقْعَدَكَ الَّذِي تَرى مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَراهُما كِلَيْهِما، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: دَعُونِي أُبَشِّرْ أَهْلِي، فَيُقالُ: اسْكُنْ.

قالَ: وَأَمَّا الْمُنافِقُ فَيُقْعَدُ إِذا تَوَلَّى عَنْهُ أَهْلُهُ، فَيُقالُ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، أقولُ ما يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقالُ لَهُ: لا دَرَيْتَ، هَذا مَقْعَدُكَ الَّذِي كانَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، قَدْ أَبْدَلَكَ مَكانَهُ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ".

قال جابر: فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ فِي القَبْرِ عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ؛ الْمُؤْمِنُ عَلى إِيْمانِهِ، وَالْمُنافِقُ عَلى نِفاقِهِ" (١).

وروى اللالكائي في "السنة" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا قُبِرَ أَحَدُكُمْ أَتاهُ مَلَكانِ أَزْرَقانِ أَسْوَدانِ يُقالُ لأَحَدِهِما: مُنْكَرٌ، وَالآخَرِ: نَكِيْرٌ، فَيَقُولانِ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَهُوَ قائِلٌ ما كانَ يَقُولُهُ؛ فَإِنْ كانَ مُؤْمِناً قالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولانِ:


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٣٤٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٩٠٧٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٤٨): رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>