كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

٦٦ - ومنها -وهي أقبح أعمال المنافقين وأجمعها للشر-: تشبههم بمن سلف قبلهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والفجار. - خاتمة في ذكر فوائد متممة لهذا الباب - ج: 9 - ص: 308

روى الحارث بن أبي أسامة، وأبو نعيم عن جابر - رضي الله عنه -: أنهم غزوا غزوة بين مكة والمدينة، فهاجت ريح شديدة دفنت الرجال، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هَذا لِمَوْتِ مُنافِقٍ".

قال: فقدمنا المدينة، فرأينا منافقاً عظيم النفاق مات يومئذ (١).

وروى الشيخان، وأبو داود، والنسائي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ العَبْدَ إِذا وُضعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ، يَأْتِيهِ مَلَكانِ فَيُقْعِدانِهِ، فَيَقُولانِ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ -يَعْنِي النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَداً مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَراهُما جَمِيعاً.

وَأَمَّا الْمُنافِقُ وَالْكافِرُ فَيُقالُ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ ما يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقالُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُها مَنْ يَلِيهِ إِلاَّ الثَّقَلانِ" (٢).

وروى الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

---

(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٧٩)، وكذا مسلم (٢٧٨٢).
(٢) رواه البخاري (١٣٠٨)، ومسلم (٢٨٧٠)، وأبو داود (٤٧٥١)، والنسائي (٢٠٥٠).