للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لعل النكتة في ذلك أن المنافقين لا يكادون يؤمنون بالحوض ولا بالبعث كما قال الحسن في كلامه المتقدم، وإن المنافق لو كانت النار خلف هذا الحائط لم يصدق بها حتى يقتحم عليها.

ومن الشواهد لحديث أبي سعيد ما رواه الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ صاحِبُ حَوْضِيَ يَومَ القِيامَةِ" (١).

وروى أبو نعيم عن أبي قلابة رحمه الله تعالى قال: ينادي منادٍ يوم القيامة من قبل العرش: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: ٦٢]، قال: فلا يبقى أحد إلا رفع رأسه.

فيقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: ٦٣]، فلا يبقى منافق إلا نكس [رأسه] (٢).

قلت: وهذا خزي عظيم للمنافق، وذَوده عن الحوض خزي آخر، بل المنافق يخزى من حين موته على النفاق، أو تخرج روحه قبيحة الهيئة، منتنة الرائحة، ثم تجري الفتنة عليه في القبر، فلا يثبته الله تعالى بالقول الثابت، بخلاف المؤمن، بل ما بعد القبر أشد عليه من القبر وما قبله.


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (١٨٨). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٥/ ٣٦٧): فيه ضعفاء وثقوا.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>