وكان ممن تكلم في القدر: واصل بن عطاء، وثور بن يزيد، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم.
ثم كثرت القدرية، وانقسموا إلى فئتين:
- فمنهم من قال: إن الله تعالى لم يقدر الشر والمعاصي، بل قالوا: الخير مخلوق لله، والشر مخلوق للشيطان، ويقال لهؤلاء: ثنوية، وهم أقدم الفرقتين.
وروى اللالكائي عن رافع بن خديج رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَومٌ يَكْفرُونَ بِاللهِ وَالْقُرْآنِ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ".
قال: قلت: ماذا يقولون يا رسول الله؟ قال:"يَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللهِ، وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ"، وذكر الحديث (١).
وقال بعض هؤلاء: إن الأعمال كلها مقدرة إلا الكفر.
ومنهم من قال: الأعمال كلها غير مقدرة مطلقاً، وهم الأكثرون.
وروى اللالكائي عن الأوزاعي رحمه الله تعالى قال: بلغني أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ذكر عنده قولهم في القدر فقال: ينتهي بهم سوء رأيهم حتى يُخْرِجوا اللهَ من أن يكون قدَّرَ خيراً كما
(١) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٤/ ٦١٧)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (٤٢٧٠). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٩٨): رواه الطبراني بأسانيد في أحسنها ابن لهيعة، وهو لين الحديث.