للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد هنا الحَرُورية الذين خرجوا على علي رضي الله تعالى عنه بحروراء، وهي بجَلُولاء، -وقد تقصر- قرية بالكوفة، ومن كان على اعتقادهم من الفرق، وكلهم يتبرؤون من عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما، ويقدمون ذلك على كل طاعة، ويكفرون أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، ولذلك سموا: وعيدية، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجباً.

روى اللالكائي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كلام القدرية كفر، وكلام الحرورية ضلالة، وكلام الشيعة هَلَكة (١).

وروى ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: سئل أبي رضي الله تعالى عنه عن الخوارج، فقال: هم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم (٢).

وروى الحاكم وصححه، عن مصعب بن سعد قال: كنت أقرأ على أبي حتى بلغت هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [الكهف: ١٠٣] الآية، قلت: يا أبتاه! أهم الخوارج يا أبه؟

قال: لا يا بني، اقرأ الآية التي بعدها: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} [الكهف: ١٠٥] الآية.

قال: هم المجتهدون من النصارى، وقالوا: ليس في الجنة طعام


(١) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٤/ ٦٤٤).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧٩٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>