للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا من أعجب أحوالهم، حتّى إنَّ الواحد من غلاتهم ربما تألى فقال: برئت من ولاية أمير المؤمنين، ومسحت على خفي إنَّ فعلت كذا كما ذكره الخطابي رحمه الله تعالى.

وقال حدثني أحمد بن فراس قال: نا أحمد بن علي المرزوي قال: نا ابن أبي الجوال أن الحسن بن يزيد غضب على كاتب له، فحبسه وأخذ ماله، فكتب إليه من الحبس: [من الرجز]

أَشْكُو إِلَى اللهِ ما لَقِيتُ ... أَحْبَبْتُ قَوْمًا بِهِمُ بُلِيتُ

لا أَشْتُمُ الصَّالِحِينَ جَهلًا ... وَلا تَشَيَّعْتُ ما بَقِيتُ

أَمْسَحُ خُفّيَّ بِبَطْنِ كَفِّي ... وَلَوْ عَلى جِيفَةٍ وَطِيتُ

قال: فدعا به من الحبس، ورد ماله عليه، وأكرمه (١).

وروى أبو نعيم، واللالكائي عن الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه قال: لم أر أحدًا من أصحاب الأهواء أشهد للزور من الرافضة (٢).

وروى اللالكائي عن محمّد بن يوسف الفيريابي قال: ما أدري الرافضة، والجهمية إِلَّا زنادقة (٣).

وعن سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى أنّه سئل: أتصلّي خلف من يبغض أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؟


(١) انظر: "إعتاب الكتاب" لابن الأبار (ص: ٧).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ١١٤)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة" (٨/ ١٤٥٧).
(٣) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السُّنَّة" (٨/ ١٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>