للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهدي.

قال: فلما فرغت من سماع ما أردت أن أسمعه منه، وعزمت على الخروج عن البلد، دخلت عليه، فسألني من حفر البحر، فقلت: حفره معاوية، وأجراه عمرو بن العاص، ثمّ وليت من بين يديه، وجعلت أمشي، وجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه (١).

ومما زعمه الروافض، ووافقهم عليه بعض سخفاء العقول ما أنكره ابن قتيبة، وغيره من أئمة الحديث قديمًا وحديثًا، ومن متأخريهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر العسقلاني ما ادعته طوائف منهم أنّهم يعلمون بعض المغيبات والأمور الباطنة ممّا وقع إليهم من الجفر المنسوب إلى سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، وهو جلد جفر ادعوا أن عليًا رضي الله تعالى عنه كتب فيه كلّ ما يحتاجون إلى علمه، وكل ما يكون إلى يوم القيامة، وقد ذكر هذا الجفر هارون بن سعد العجلي، وهو رأس الزيدية، فقال: [من الطويل]

ألمْ تَرَ أَنَّ الرَّافِضِينَ تَفَرَّقُوا ... وَكُلُّهُمُ فِي جَعْفَرٍ قالَ مُنْكَرا

فَطائِفَةٌ قالُوا: إِمامٌ، وَمِنْهُمُ ... طَوائِفُ سَمَّتْهُ النَّبِيَّ الْمُطَهَّرا

وَمِنْ عَجَبٍ لَمْ أَقْضِهِ جِلْدُ جَفْرِهِمْ ... بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِمَّنْ تَجَعْفَرا

بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَن مِنْ كُلِّ رافِضٍ ... بَصِير بِبابِ الْكُفْرِ فِي الدِّينِ أَعْوَرا


(١) انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (١٤/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>