للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِذا كَفَّ أَهْلُ الْحَقِّ عَنْ بِدْعَةٍ مَضَى ... عَلَيْها وَإِنْ يَمْضُوا عَلى الْحَقِّ قَصَّرا

وَلَوْ قالَ إِنَّ الفيلَ ضَبٌّ لَصَدَّقُوا ... وَلَوْ قالَ زُنْجِيٌّ تَحَوَّلَ أَحْمَرا

وَأَخْلَفُ مِنْ بَوْلِ الْبَعِيرِ فَإِنَّهُ ... إِذا هُوَ للإقْبالِ وُجِّهَ أَدْبَرا

فقبِّحَ أَقْوام رَمَوْهُ بِفِرْيَةٍ ... كَما قالَ فِي عِيسَى الفِرى مَنْ تَنَصَّرا (١)

ولم يكن حب الآل وموالاتهم [من] الرفض لولا هذه العظائم؛ فإن حب آل البيت رضي الله تعالى عنهم فرض واجب، كما أن حب الصّحابة رضي الله تعالى عنهم وقول الخير فيهم، والسكوت عما شَجَر بينهم كذلك.

ولقد كان الإمام الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه يوالي آل البيت، ويثني عليهم حتّى نسبته الخوارج إلى الرفض، وله فيهم - رضي الله عنه - وعنهم: [من مجزوء الكامل]

آلُ النَّبِيِّ ذَرِيعَتِي ... وَهُمُ إِلَيْهِ وَسِيلَتِي

أَرْجُو بِهِمْ أُعْطَى غَدًا ... بِيَدِي الْيَمِينِ صَحِيفَتِي

وقال ابن أبي حاتم: أنشدنا المزني قال: سمعت الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه ينشد: [من الطويل]

إِذا نَحْنُ فَضَّلْنا عَلِيًّا فَإِنَّنَا ... رَوافِضُ بِالتَّفْضِيلِ عِنْدَ ذَوِي


(١) انظر: "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص: ٧٠)، و"المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>