للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كُلُّ امْرِئٍ يَومًا سَيَلْقَى حَتْفَهُ ... إِنْ كَرِهَ الْمَوْتَ وَإِنْ أَحَبَّهُ (١)

وأنشد ابن عساكر في "تاريخه" عن ابن الدواليبي هكذا: [من الرجز]

كُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا سَيَقْضِي نَحْبَهُ ... إِنْ كَرِهَ الْمَوْتَ وَإِنْ أَحَبَّهُ

ما الْمَرْءُ إِلاَّ مَنْ يُواسِي صَحْبَهُ ... وَلا الفَتَى إِلَّا الْمُطِيعُ رَبَّهُ (٢)

وروى الخطيب في "التلخيص" عن إبراهيم بن جناح المحاربي قال: سمعت أبا نواس يقول: سبقني والبة إلى بيتين من الشعر قالهما، وددت أني كنت سبقته إليهما وأن بعض أعضائي اختلج مني، وهو قوله: [من الطويل]

وَلَيْسَ فَتَى الفِتْيانِ مَنْ راحَ وَاغْتَدَى ... لِشُرْبِ صَبُوحٍ أَوْ لِشُرْبُ غَبُوقِ

وَلَكِنْ فتى الفِتْيانِ مَنْ راحَ وَاغْتَدَى ... لِضُرِّ عَدُوٍّ أَوْ لِنَفْعِ صَدِيقِ (٣)

والقول الجامع في الفتوة أنّها أمران:

الأوّل: الإقبال على الطّاعة مع قيام دواعي المعصية.

ولذلك سمي أصحاب الكهف فتية؛ فإنهم أكثروا طاعة الله تعالى مع ما كان يدعوهم إلى المعصية من شرف أنسابهم، وعرض ملكهم


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧/ ٨٨).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٤/ ٤٠٩).
(٣) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٥١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>