للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَيْسَ الفَتَى كُلُّ الفَتَى عِنْدَنا ... إِلَّا الَّذِي يَنْهَى عَنِ الفُحْشِ

يَأْتِي إِلَى الْخَيْراتِ مِنْ بابِها ... وَيَفْعَلُ الْخَيْرَ بِلا فُحْشِ

وروى ابن الجوزي في "صفة الصفوة" عن رويم بن محمّد رحمه الله تعالى قال: الفتوة أن تعذر إخوانك في زللهم، ولا تعاملهم بما يحوجك إلى الاعتذار إليهم (١).

وروى الشّيخ أبو عبد الرّحمن السلمي في "طبقاته" عن معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال: للفتيان ثلاث علامات: وفاء بلا خلاف، ومدح بلا جور، وعطاء بلا سؤال (٢).

وعن محمّد بن الفضل البلخي رحمه الله تعالى أنّه سئل: ما الفتوة؟

قال: حفظ السر مع الله تعالى على الموافقة، وحفظ الظّاهر مع الخلق بحسن العشرة، واستعمال الخلق (٣)؛ أي الحسن الجميل.

فينبغي التشبه بأهل الفتوة والمروءة في حمل أثقال الفتوات والمروءات، لا في الزي والدعوى مع خلو النفس عن كمالات الفتوة، وخصال المروءة؛ فإن ذلك يلحق العبد بأهل السَّفالة والنذالة،


(١) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٤٤٢)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٤٤٢)، وعندهما: "رويم بن أحمد" بدل "رويم بن محمّد".
(٢) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٨٥).
(٣) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>