للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون في الدنيا؛ وكلاهما مذموم.

فمن الأوّل: قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: ١٣٠]، أي: اِسْتَمْهَنَهَا وأذَلَّها، واستخف بها.

والمعنى: لا يرغب عن ملة إبراهيم -عليه السّلام - إِلَّا من حملته الخفة والسخف على امتهان نفسه وإذلالها بتعريضها لعذاب الآخرة، أو لحرمان الثّواب يوم المآب.

ومن الثّاني: قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: ٥].

والمعنى: إنَّ إيتاء المال السفيه يؤدِّي إلى ضياعه، وقد كره الله تعالى لنا إضاعة المال؛ فإن السفيه تحمله الخفة والطيش على التبذير، وصرف الأموال في غير مصارفها، فتذهب باطلة.

فحقيقة السفه: أن تحمل المرء الخفة والسخافة وضعف الرأي على معصية الله تعالى، ومخالفة سنن الصالحين، والاشتطاط على النَّاس، وسوء التصرف في الأموال وغيرها من نعم الله تعالى كصرف نعمة الفراغ والصحة في اللهو واللعب، وصرف نعمة الفطانة والذكاء والصنعة في العلوم أو الأعمال الّتي لا يعود نفعها عليه في العاقبة كالسحر، والأوفاق، والتنجيم، والموسيقا، وكعمل آلات اللهو، والملاعب، والتصاوير، فمن فعل ذلك أو شيئًا منه كان سفيهًا، ومن تشبَّه بالسفهاء فهو منهم، ومن عاشر السفهاء يوشك أن يتشبه بهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>