للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيسْري إلى طبعه شيء من طباعهم.

روى الإمام أحمد في "الزهد" عن عمير بن حبيب بن حماسة - وكانت له صحبة - رضي الله تعالى عنه: أنّه أوصى بنيه فقال: يا بني! إياكم ومجالسةَ السفهاء؛ فإن مجالستهم داء، إنَّ من حلم على السفيه يسره بحلمه، ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد أحدكم أن يأمر النَّاس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فليوطّن نفسه على الصبر على الأذى، وليوقِنْ بالثواب من الله -عزَّ وَجَلَّ-؛ فإن من يثق بالثواب من الله تعالى لا يجد مسِّ الأذى (١).

ثمّ اعلم أن السفه شجرة مددها الحمق، ولذلك حجر على السفيه.

ويرى السفيه الحق باطلًا، والقبيح حسنًا، والإحسان والنصيحة إساءة وغشًا، والصديق عدوًا، والنافع ضارًا، والضار نافعًا، والخير شرًا. وقال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: يا هؤلاء! إنَّ الكلب إذا طرح إليه الذهب والفضة لم يعرفهما، وإذا طرح عليه العظم أكب عليه، كذلك سفهاؤكم لا يعرفون الحق. رواه الإمام أحمد في "الزهد"، ومن طريقه أبو نعيم (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٨٦).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>