للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٣]؟

فانظر كيف رد الله عليهم هذا اللقب حين لقبوا به المؤمنين إذ قالوا: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} [البقرة: ١٣]؟

وقولُه - سبحانه - الحقُّ إشارة إلى أن من أعرض عن الدَّليل، ثمّ نسبه المتمسك به إلى السفاهة، فهو السفيه حقيقة، ومن باع آخرته بدنياه فهو السفيه، ومن عادى محمدًا فقد عادى الله، ومن عادى الله فهو السفيه المستوجب لذمه، المستحق لعقوبته.

ولله در الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه حيث يقول: من تزين بباطل فلا بد أن ينهتك ستره (١).

وقال العلّامة الجد رضي الله تعالى عنه: [من السريع]

قُولُوا لِمَنْ بَهْرَجَ فِي عُمْرِهِ ... بِالعِلْمِ إِذْ ضاقَ بِهِ الْمَخْرَجُ

يا صاحِبَ التَّمْوِيهِ بَيْنَ الوَرَى ... لا بُدَّ أَنْ يَنْكَشِفَ البَهْرَجُ

واعلم أنّه قد جرت عادة الله تعالى في كلّ ذي رأي أن يستحسن رأيه ويفخر كما قال تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣].

وأنشد الحاكم بإسناده إلى الربيع قال: سمعت الشّافعيّ - رضي الله عنه - يقول: [من الوافر]

وَمَنْزِلَةُ السَّفِيهِ مِنَ الفَقِيهِ ... كَمَنْزِلَةِ الفَقِيهِ مِنَ السَّفِيهِ


(١) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>