للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥)} [النساء: ٥].

هذا حيثما تُوسِّم له النجاح والفلاح، وظُنَّ منه الاصطلاح، وأما إذا أيس رشده وخيره، وعلم أن الرفق به في الخطاب، واللين معه في الكلام يزيد في فساده، ولا يميله عن سفهه، فليس له إلا الزجر والهجر.

روى أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَراهُ أَهْلُ البَيْتِ" (١).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، وزاد: "فَإِنَّهُ أَدَبٌ لَهُمْ" (٢).

وقال لقمان عليه السلام: ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع (٣).

ولا يخفى على العارف الحكيم الأنفع والأصلح في تأديب السفهاء ومعاشرتهم، وفي التأدب مع العلماء ومعاملتهم، كما روى أبو نعيم عن معاوية بن قُرَّة رحمه الله تعالى قال: مكتوب في الحكمة:


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٣٣٢)، وله شواهد من حديث جابر وابن عباس - رضي الله عنه -. انظر: "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (١/ ٣١٦).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٦٧١). وحسن الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٠٦).
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>