للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشار ابن عبد ربه في "العقد" إلى أن الغوغاء سواد الناس؛ أي: معظمهم من أصحاب التجارات، والحرف، والصنائع، والبطَّالين.

قال: وذكر عند ابن عباس الغوغاء فقال: ما اجتمعوا قط إلا ضروا، ولا افترقوا إلا نفعوا.

قيل له: قد علمنا ضرر اجتماعهم، فما نفع افتراقهم؟

قال: يذهب الحجام إلى دكانه، والحداد إلى كياره، وكل صانع إلى صناعته.

قال: ونظر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى قوم يتبعون رجلاً أخذ في ريبة، فقال: لا مرحبًا بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في شر.

قال: وقال حبيب بن أوس الطائي [من الكامل]:

إِنْ شِئْتَ أَنْ يَسوَدَّ ظَنُّكَ كُلُّهُ ... فَأَجِلْهِ فِي هَذا السَّوادِ الأَعْظَمِ

وقال دعبل [من البسيط]:

ما أَكْثَرَ النَّاسَ لا بَلْ ما أَقَلَّهَمُ ... وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّي لَمْ أَقُلْ فَنَدا

إِنَّي لأُطْبِقُ عَيْنِي ثُمَّ أَفْتَحُها ... عَلى كثِيرٍ وَلَكِنْ لا أَرَى أَحَدا (١)

وسيأتي في التشبه بالبهائم والحيوانات لذلك مزيد بيان.


(١) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>