القاضي والشيخ هما والسَّائس والحَمَّال والخادم في المجلس؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون!
قال العلماء: ولو اعتاد الفقيه التعمم ولباس الفرجية والطيلسان فلا ينبغي له أن يخرج بلا عمامة ولا فرجية لإخلال ذلك بمروءته ما لو لم يعتد التقيد بذلك، وينبغي أن يعتبر أحوال السلف والخلف بهذا الميزان.
وروى أبو نعيم عن الجعيد قال: سمعت عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى للسائب بن يزيد - رضي الله عنه -: هل رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتزر بالرداء، أو يرتدي بالإزار ثم يخرج؟
قال: نعم.
قال: لو صنع اليوم ذلك أحد لقيل: مجنون (١).
نعم، تتغير أحوال الناس في الزي والملابس باعتبار اختلاف عقولهم، وما أرى الناس كما تأخرت الأزمان تختلف أحوالهم إلا بالنقص عن الكمال لتقهقرهم في العقول، فمتى استحسن الناس في زمن من الأزمنة زياً أو حالاً فلا يكون مقبولاً غير مأمون العاقبة إلا إن وافق الشرع ولم يصادم السنة، ولعل اختلال العقل يحمل الناس على دعوى أن بدعتهم سنة، واستحسانهم شريعة كما وقعت الإشارة في الحديث إلى ذلك، وعلى دعوى أن العلم