للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جبانة كندة] (١) وهو ينشد [من الكامل]:

إِنَّ الصَّنِيعَةَ لا تَكُونُ صَنِيعَةً ... حَتَّى يُصابَ بِها طَرِيقُ الْمَصْنعِ

فقال له أبو الديك: كذبت، لا يكون المعروف معروفاً حتى يصرف في أهله وفي غير أهله، ولو كان لا يصرف إلا في أهله كنت لا ينالني منه شيء (٢).

وعن حفص بن غياث قال: مررت بطاق المحاملي، فإذا أنا بعليان المجنون جالس، فلما جزته سمعته يقول: من أراد سرور الدنيا وحزن الآخرة فليلتمس ما هذا فيه.

قال: فو الله لتمنيت أني كنت مت قبل أن ألي القضاء (٣).

وربما غلب الوجد على أهل الله تعالى والوَلَه حتى يغيبوا عن وجودهم، فتبدو منهم أفعال وأحوال لو صدرت عن أحد وهو مشاهد العقل والإحساس بين أيديهم لحكموا عليه أنه خرج عن حد العقل، وألحقوا تلك الأفعال بأحوال المجانين كالرقص، والدوران، وتخريق الأثواب، وهي حالة شريفة علامة صحتها أن تحفظ على صاحبها أوقات الصلوات، وسائر الفرائض، فترد عليهم فيها عقولهم، وهذا حال جماعة من أولياء الله تعالى منهم: أبو بكر الشبلي، وأبو الحسين


(١) بياض في "أ" و"ت"، والمثبت من "المجالسة".
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٧٠).
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>