للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاوس رحمه الله تعالى: لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر رضي الله تعالى عنه لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور (١).

ومن هذا القبيل أيضاً ما رواه الثعلبي عن شريح الكعبي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتموني أتصدق بشر ما عندي فاكووني - أي: داووني بالكَي - فإني مجنون (٢).

وذلك لأن المتصدق يدخر الصدقة لنفسه في آخرته، والذي يأكل ويلبس ويتمتع به في الدنيا يبليه ويفنيه، والذي يدعه حتى يموت يتركه لغيره، وتبقى تبعته عليه، ومن يدخر لنفسه الأدنى والأردى، ويُتلف الجيد أو يدعه لغيره أقرب شيء إلى الجنون.

ومن ذلك ما ذكره المزي في "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" في ترجمة أبي مُسهر عبد الأعلى بن مُسهر عن يحيى بن معين رحمه الله تعالى قال: إن الذي يحدث بالبلد وبها من هو أولى منه بالحديث أحمق؛ إذا رأيتني أحدث ببلدة فيها أبو مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق (٣).

ووجه ذلك أن من حدث، أو أفتى في بلدة فيها أعلم منه، أو أحفظ لا يأمن أن يكون عاقبة أمره أن يخطأ من قبل من هو أعلم منه لإخلاله بشرط في الرواية، أو قيد في المسألة.


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٠٣٨٤)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٥٩١٠).
(٢) رواه الثعلبي في "التفسير" (٢/ ٢٧٠).
(٣) انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (١٦/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>