للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات قاض من قضاة بني إسرائيل، فخرج بعض علمائهم راكباً على قصبة يتأله ويتجانن لئلا يولوه القضاء كما تقدم ذلك في باب النهي عن التشبه ببني إسرائيل (١).

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن مالك بن دينار أنه قال لمسلم بن قتيبة: ويحك يا مسلم! إياك وأبواب الملوك، ويحك يا مسلم! تحامق لهم، وقد تحلفنا حتى عرفنا.

قال له مالك: تجان يا مسلم! إني أخاف أن يلقوك في ورطة لا تقوم لها ولا تخرج منها (٢).

ومن هذا القبيل تستر أولياء الله تعالى بما يشبه أفعال المجانين من غير ترتب لوم عليهم من حيث الشرع إيثاراً للخمول ليصفو لهم وقتهم في طاعة الله تعالى، وتخلص قلوبهم من الأشغال المكدرة لها عن مراقبة الله تعالى، ومشاهدة قدرته وعظمته.

قال سفيان رحمه الله تعالى: يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق. رواه أبو نعيم (٣).

وروى الديلمي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ تُقْتَلُ فِيهِ الْعُلَماءُ كَما تُقْتَلُ


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ٣٢٥).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>