للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلأَنْ يُعادِي عاقِلاً خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ (١)

الثَّالِثة: لا ينبغي معاداة الأحمق أيضًا؛ فإنه كما لا ينفع صديقاً فهو أضر ما يكون عدواً، وإذا عاديته حمله الخَرَق على ما لا تطيق مقابلته بمثله، وسبق أن مجاراة الأحمق مفسدة للقلب.

روى ابن الجوزي عن سلمان بن موسى، وعن الأحنف بن قيس قالا: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من أحمق، وشريف من دنيء، وبر من فاجر (٢).

ومن هنا لا يحسن من العاقل إلا الإعراض عن الأحمق لأن مجاراته تزري بمن يجاريه، وتفسد قلبه، ومعاتبته لا تفيد كما قال الأعمش فيما رواه ابن الجوزي عنه: معاتبة الأحمق نفخُ تليسه؛ أي: في عرامه، أو غفلته؛ من الليس - بالتحريك - وهو الشجاعة، أو الغفلة (٣).

لبعض العرب [من مجزوء الرمل]:

إِنَّ لِلْحُبِّ وَلِلْبُغـ ... ـضِ عَلى الْعَيْنِ عَلامَة

وَجَوابُ الأَحْمَقِ الصَّمـ ... ـتُ وَفِي الصَّمْتِ السَّلامَة (٤)


(١) انظر: "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (٩/ ٣٠٣).
(٢) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٣٦)، ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٤٦٠) عن الأحنف، و (٨٤٦١) عن سليمان ابن موسى.
(٣) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٣٧).
(٤) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>