للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: نعم.

قال: هل أنكرتم من عقله شيئًا؟

فقلت: لا.

فقال وهب: إنا لنتحدث، أو قال: لنجد في الكتب أنه ما أوتي عبد علما، فسلكه في سبيل هدى، فيسلبه الله - عز وجل - عقله (١).

قلت: قد يستأنس لذلك بقوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [التين: ٥ - ٦]؛ فقد جاء في تفسير: {أَسْفَلَ سَافِلِين} أنه الْخَرَف.

ولا شك أن العلماء العاملين هم خيار الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلا يخرفون، ولا تختلط عقولهم وإن طَعَنوا في السن.

وذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" عن أبي عبد الله الشامي قال: استأذنت على طاوس لأسأله عن مسألة، فخرج عَلَيَّ شيخٌ كبير، وظننت أنه طاوس، فقلت له: أنت طاوس؟

قال: لا، أنا ابنه.

فقلت: إن كنت ابنه فقد خَرِف أبوك.

قال: تقول ذاك؟ إن العالم لا يخرف، وذكر الحديث (٢).


(١) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ٢٦٨).
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (١٣/ ٣٦١)، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٦٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>