للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: "إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ" (١).

والنقيع - بالنون، والقاف -: ناحية بالمدينة، وهو غير البقيع - بالموحدة -.

والأحاديث في الباب كثيرة.

واعلم أن الحكمة في تحريم تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل أنهما مغيران لخلق الله تعالى، ولأنه متى فعل الواحد منهما القليل من ذلك استجر إلى الكثير، فيكون ذلك سبباً لارتكاب العظائم؛ فإن الرجل إذا لبس الحرير الصِّرف، أو ما في أكثره حرير، وخاطه على مثل زي المرأة، وأرخى الذؤابة على هيئة المرأة، وتضمخ بالغالية، وتأنث في الأقوال والأفعال والحركات، ربما أدى به ذلك إلى فعل الفاحشة.

وهذا دأب مخنثي هذه الأعصار، فلقد حكي لنا عنهم ما تمجه الأسماع، وتنفر عنه القلوب والطباع، ولقد ذكر عن بعضهم أن لهم مواشط كمواشط النساء.

وكذلك المرأة متى تشبهت بالرجل في اللباس والهيئة والكلام والحركة، ربما أدى بها الحال إلى الخروج بين الرجال في مثل هيئاتهم، وترتب على ذلك أمور قبيحة ما خلا الكون عنها كالسُّحق، فجاء الشرع بحسم هذه المادة، وسد هذا الباب بالكلية.


(١) رواه أبو داود (٤٩٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>