للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج نحوه هو وابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (١).

وقال الشاعر: [من الخفيف] كُتِبَ الْقَتْلُ وَالْقِتالُ عَلَيْنا ... وَعَلى الغانِياتِ جَرُّ الذُّيولِ (٢)

واعلم أن وصف الشجاعة في الرجل من أكمل صفاته وأفضلها، وربما دعته إلى كل خير، وأنقذته من كل سوء.

وتعجبي شجاعة أبي محجن الثقفي رضي الله تعالى عنه إذ أنقذته آخراً مما كان عليه من معاقرة الخمر، وأمرُه في معاقرتها مشهور.

وقد ذكر قصته الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "الاستيعاب"، وذكر أنه أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه.

قال ابن عبد البر: وكان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية والإسلام، ومن أولي البأس والنجدة، ومن الفرسان البهم، وكان شاعرًا مطبوعا كريماً، إلا أنه كان منهمكاً في الشراب، لا يكاد يقلع عنه، ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يستعين به، وجلده عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في الخمر


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٨٥٩)، والطبري في "التفسير" (١٠/ ٢٠٨).
(٢) البيت لعمر بن أبي ربيعة، كما في "ديوانه" (ص: ٤٣٠)، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (٤/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>