للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتمل منهن ما لا تحتمل منهم، فلا ينبغي للرجل أن يلحقها في ذلك بالنساء.

وقد ألمَّ بذلك المتنبي في قوله: [من الطويل]

إِذا غَدَرَتْ حَسْناءُ أَوْفَتْ بِعَهْدِها ... وَمِنْ عَهْدِها أَنْ لا تَدُومَ عَلى عَهْدِ

وَإِنْ حَقَدَتْ لَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِها رِضا ... وَإِنْ رَضِيَتْ لَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِها حِقْدُ

وَإِنْ عَشِقَتْ كانَتْ أَشَدَّ صَبابَةً ... وَإِنْ فَركَتْ فَاذْهَبْ فَما فَرْكُها قَصْدُ

كَذَلِكَ أَخْلاقُ النِّساءِ وَرُبَّما ... يَضِلُّ بِها الْهادِي وَيَخْفَى بِها الرُّشْدُ (١)

- ومن ذلك: الجبن، والوهن، والخَوَر عند ملاقاة الرجال ومقارعة الأبطال.

ولقد ذم الله تعالى المنافقين بذلك، وشنع عليهم بقوله: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [التوبة: ٨٧].

قال السدي رحمه الله تعالى معناه: رضوا بأن يقعدوا عن الجهاد كما قعدت النساء. رواه ابن أبي حاتم (٢).


(١) انظر: "شرح ديوان المتنبي" للواحدي (ص: ١٥٦).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٨٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>