للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ كَفِّ ذاتِ حِرٍ فِي زِيِّ ذِي ذَكَرِ ... لَها مُحبَّانِ لُوطِيٌّ وَزَنَّاءُ

ومن ألطف ما وقع ما ذكره الزمخشري في "ربيع الأبرار": أن ريطة بنت العباس سألها زوجها المتوكل أن تضم شعرها وتتشبه بالمماليك، فأبت، فخيرها بين ذلك وبين الفراق، فاختارت الفراق، فطلقها (١).

فتأمل كم بين عفتها وطغيانه، وتوفيقها وخذلانه! - ومن تشبه الرجال بالنساء المذموم: كثرة الإرفاه، والمبالغة في تحسين اللحية وغيرها بالتدهن، والتطيب بطيب النسوة، واستعمال الأدوية والأغذية المسمنات.

ومن أمثال العرب: الرجال بأعضادها، والنساء بأعجازها؛ كما حكاه ابن هشام اللخمي في "شرح أبيات الإيضاح" (٢).

- ومن ذلك: أن المرأة إذا أحبت أفرطت، وإذا قَلَتْ فَرَّطت، وإذا عادت حقدت، ولم تبق للصلح موضعاً، ولا تكاد تفي بعهد، ولا تدوم على ود، إن أحسنت إليها الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيراً قط؛ كما في الحديث (٣).

وهذه الأمور - وإن كانت كلها قبيحة من الرجال والنساء - إلا أنها


(١) انظر: "ربيع الأبرار" للزمخشري (١/ ١٣٨).
(٢) وانظر: "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي (١/ ٤١٢).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>