للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مسروق: لقد رأيت الصحابة - رضي الله عنهم - يسألون عائشة رضي الله تعالى عنها عن الفرائض (١). رواهما الحاكم.

وكذلك بقية أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وغيرهن من النساء الصحابيات كأم سليم، وأم الدرداء، وفاطمة بنت قيس، وأسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت يزيد، وأم حَرام، وغيرهن.

وصح عن عائشة رضي الله تعالى عنها: نِعْمَ النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين (٢).

وعلى ذلك درج السلف والخلف؛ كانوا يأخذون العلم عن النساء كما يأخذون عن الرجال، وكانوا يتبركون بالنساء الصالحات والعارفات كرابعة العدوية، ورابعة الشامية، وشعوانة، وغيرهن؛ كانوا يحملون الأدب، والزهد، والمعارف عن النساء كما يحملونه عن الرجال، كما يؤخذ ذلك من سيرهم المذكورة في كتب الحديث، والتاريخ.

وقد روي من اجتهاد بعض النساء، وتدقيقهن في الورع ما عجزت عنه الرجال بحيث قيل في المعنى: [من الوافر]

وَلَوْ كانَ النِّساءُ كَما ذَكَرْنا ... لَفُضِّلَتِ النِّساءُ عَلى الرِّجالِ

فَما التَّأْنِيثُ لاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ ... وَلا التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلالِ


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٦٧٣٦).
(٢) رواه مسلم (٣٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>