للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشهوات، وترك الاشتغال بالعلم والتأدب بالآداب الشرعية تشبهاً بالنساء من حيث إن ذلك خلقهن.

وفي الحديث: "إِنَّكُنَّ نَواقِصُ عَقْلٍ وَدِينٍ" (١).

ومن ثم قال الزهري لأبي بكر الهذلي: يا هذلي! أيعجبك الحديث؟

قال: قلت: نعم.

قال: أما إنه يعجب ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم. رواه الخطيب (٢).

وفي رواية عن الزهري قال: لا يطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها، ولا يكرهه إلا إناثها (٣).

وعندي أن هذا لا يختص بالحديث، بل إلا من حيث إن معظم العلوم يرجع إليه، بل طلب العلم مطلقًا شيبة الرجال، واللهو عنه وعن كل خير لخلق لا يليق إلا بالنساء لو كان لائقاً، ومن ثم قال الله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} [النور: ٣٧] الآية.

وإذا كانوا لا تلهيهم التجارة والبيع وهما أليق بالرجال، فلأَنْ


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص: ٧٠).
(٣) رواه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص: ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>