للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أنه يغيب الخلق عنه حتى نفسه فلا يعقل ما فعل، وعلم من هذا أيضًا من أبغض أحدًا لمعصية الله تعالى جاز له أن يصل في البغضاء إلى التلف إذا كانت معصيته توجب ذلك كبغض الكفار حتى يسعى المسلمون في قتالهم، وإزهاق نفوسهم وأرواحهم، ومن هنا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}] الأنفال: ٦٥].

فالتشبه بالصبيان الأطفال مما تنهى عنه بَوادِهُ العقل إلا فيما استثني من الكَلَف بحب الله تعالى، وحب ما يقرِّب إليه من علم وعبادة، فلا معنى للإطالة في النهي عن ذلك، وإنما نتكلم الآن في هذا الباب في تشبه الشيخ والكهل بالشاب.

روى أبو يعلى، والطبراني، والدينوري عن واثلة، وابنُ عدي عن ابن مسعود، والبيهقيُّ في "الشعب" عن أنس، وعن ابن عباس قالوا - رضي الله عنهم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ شَبابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولكُمْ، وَشَرُّ كُهُولكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبابِكُمْ" (١).


(١) رواه أبو يعلى في "المسند" (٧٤٨٣)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٨٣)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٩٥) عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -.
وابن عدي في "الكامل" (١/ ٢٥٤) عن عمر - رضي الله عنه -، وقال: موضوع. و (٢/ ٣٠٧) عن أنس - رضي الله عنه -.
والبيهقيُّ في "شعب الإيمان" (٧٨٠٥) عن أنس - رضي الله عنه -، و (٧٨٠٦) عن ابن عباس - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>