للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: ٩٠] (١).

وأما سن الكهولة فإنه يكون الإنسان فيه في غاية الاعتدال، ويتم فيه عقله، وترسَخُ فيه طبيعته، ويستوي أشده، ولذلك لم يبعث الله تعالى نبيًا إلا على رأس الأربعين إلا ما كان من عيسى ويحيى عليهما السلام.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بَعَثَ اللهُ نبِيًّا إِلاَّ شابًّا". رواه ابن مردويه، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٢)؛ معناه: كامل الشباب، وذلك في سن الأربعين.

و[قال عبد الله بن داود]: كان كثير من السلف في أمر دنياهم، حتى إذا بلغوا أربعين سنة طوى فراشه (٣).

وروى أبو أحمد العسكري في "المواعظ" عن هلال بن يساف (٤) قال: كان الرجل من أهل المدينة إذا بلغ أربعين سنة تفرغ لعبادة ربه (٥).


(١) وانظر: "ذم الهوى" لابن الجوزي (ص: ٣١).
(٢) رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٠/ ١٥)، وكذا الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٧).
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٧).
(٤) في "أ" و"ت": "سنان" بدل "يساف".
(٥) ورواه هناد في "الزهد" (٢/ ٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>