للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن هذا كني عبد الله بن داود بطَيِّ الفراش.

فمن بلغ سن الاعتدال فلم يعتدل في طاعة الله تعالى، فذلك دليل تفريطه في جنب الله تعالى، وغلبة الهوى على عقله، لكنه في وقت التدارك والحذر والخوف.

قال الشيخ زين الدين بن رجب في "لطائفه": وفي الحديث: "إِنَّ اللهَ تَعالَى يَقُولُ لِلْحَفَظَةِ: ارْفَقُوا بِعَبْدِي ما دامَ فِي حَداثَتِهِ، فَإِذا بَلَغَ الأَرْبَعِينَ فَحَقِّقا وَتَحَفَّظا".

وكان بعض رواته يبكي عند روايته، ويقول: كبرت السن، ورق العظم، ووقع التحفظ (١).

وقال مسروق: إذا بلغت الأربعين فخذ حَذَرَك (٢).

وأخرجه أبو أحمد العسكري في "المواعظ" عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وأنشد لابن دريد: [من المتقارب]

إِذا ما الفَتَى جاوَزَ الأَرْبَعِينَ ... وَلَمْ يَعْقُبِ النَّقْصَ مِنْهُ الكَمالا

وَلَمْ يَتْبَعِ الْعُصْبَةَ الزَّاهِدِينَ ... وَينْفِي الْحَرامَ وَيبْغِي الْحَلالا

فَلا تَرْجُهُ طُولَ أَيَّامِهِ ... فَلَيْسَ يَزِيدك إِلاَّ خَبالا


(١) وهو أبو سنان، كما في "الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح" لابن الجزري (ص: ٣٦).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>