للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد أحسن في ذلك غاية الإحسان، وأجاد للتيمن بكتاب الله تعالى، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدَأُ فِيهِ بِـ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهُوَ أَقْطَعُ".

وفي رواية: "بِالْحَمْدِ لِلّهِ".

أخرجه أبو داود، والحافظ ابن هانئ في "الأربعين"، وغيرهما (١).

وكان شيخنا المذكور يعلم الصبي تجويد القرآن من أول الهجاء شيئاً بعد شيء، ويعلمه المدود والوقوف، وكان رحمه الله تعالى من أولياء الله تعالى.

ولا بأس برشوة الصبي على التعلم، وإتحافه إذا أحسن شيئًا مما يعلمه بطرفة أو نحوها مما يسرُّه ويَلَذُّ به، فإذا عقل عرَّفه أن العلم والدين ينبغي أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى.

وقد روى الخطيب عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى قال: قال لي أبي: يا بني! اطلب الحديث، وكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا (٢).

وكان والدي شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد أن أمرني بصوم رمضان وأنا في السنة السابعة من عمري - وهي سنة أربع وثمانين وتسع مئة - يقول لي: كلما صمت يومًا أعطيتك درهماً، فصمت رمضان كله إلا يومين أو ثلاثة.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (ص: ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>