للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأين هذا من يقظة عمر بن عبد العزيز في شبابه، واتصافه في سلطانه بالخوف من الله تعالى والاستقامة في نفسه، والعدالة في رعيته؟

ذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" عن صالح بن حسين (١) الصدئي الشامي الطبراني كاتب عمر بن عبد العزيز على الخراج والجند، وكان كتب ليزيد بن معاوية قال: ربما كلمت عمر بن عبد العزيز فيغضب، فأذكر ما في الكتاب: اتق غضب الملك الشاب، فلا أزال أرفق به حتى يذهب غضبه، فيقول لي بعد ذلك: ما يمنعك يا صالح ما ترى مني أن تراجعنا في الأمر إذا رأيته؟

وقال عمر بن عبد العزيز: وجدنا صالح بن حسين كاسْمِهِ (٢).

ولا ينبغي لمن وجد الشاب من أهله وهو أسن منه على غروره وبطره أن يخليه من رأيه ونظره، ويغفل عن نصيحته لقوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: ٦].

ورأى طاوس رحمه الله تعالى فتية من قريش وهم يرفُلُون في مشيتهم، فقال: إنكم لتلبسون لبسة ما كان آباؤكم يلبسونها، وتمشون مشية ما يحسن الزفافون (٣) يمشونها.

وقال ابن طاوس: قلت لأبي: إني أريد أن أتزوج فلانة.


(١) في "تهذيب الكمال": "جبير" بدل "حسين".
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (١٣/ ٢٤).
(٣) في "حلية الأولياء": "الرقاص" بدل "الزفافون".

<<  <  ج: ص:  >  >>