للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الدينوري عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى: أنه قال في قصصه: ما أشد فطام الكبير.

وأنشد: [من الكامل]

أَتُروْضُ غَرْسَكَ بَعْدَما كَبِرَتْ ... وَمِنَ العَناءِ رِياضَةُ الْهَرِمِ (١)

وروى الرامهرمزي في كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" عن أبي إسحاق قال: كان يختلف شيخ معنا إلى مسروق رحمه الله تعالى، وكان يسأله عن الشيء فيخبره، فلا يفهم، فيقول له: أتدري ما مثلك؟ مثل بغل هَرِمٍ حَطِمٍ جَرِبٍ دفع إلى رائض.

فقيل له: عليه الهملجة (٢).

ومتى حصل الشاب رأس مال من العلم فلا يكتفي به ويمل من طلبه، ألا ترى أن الله تعالى يقول: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤]؟

ولا يبادر إذا ما وجد من نفسه قوة التعليم فيتصدر حتى يمرَّن على العلم، وتشهد له الأكابر.

فقد سبق عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أن الحَدَث إذا تصدر فاته علمٌ كثير (٣).


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٠٦).
(٢) رواه الرامهرمزي في كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" (ص: ٣٠٧).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>