للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ ... ] (١) وعشرة أهل الجهل - وإن كان ساكنًا في الحضر -.

وهذا غالب أحوال الناس الآن، حتى إنهم إذا سمعوا شيئًا من صغار المسائل العلمية وأقربها إلى كل متدين، عجبوا منه كما يعجب أهل البادية وأشد.

نعم، لا يكون من التشبه المذموم بأهل البدو أن يخرج العالم الفقيه إلى البدو ليعلمهم ويفقههم، لا ليجبي أموالهم وصدقاتهم، [ ... ] (٢) كما يفعله جهلة الصوفية وغيرهم.

فقد روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما نزلت: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [التوبة: ٣٩]، وقد كان تخلف عنه؛ أي: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو عن النفر معه ناس في البدو يفقهون قومهم، فقال المنافقون: قد بقي ناس في البوادي، هلك أهل البوادي، فنزلت: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: ١٢٢] (٣).

وفي الآية دليل على استحباب السفر لتعلم العلم ولتعليمه كيفما صح لذلك السفر من البادية إلى الحاضرة للتعلم، أو من الحاضرة إلى


(١) بياض في "أ" و"ت" بمقدار كلمة.
(٢) كلمة غير واضحة في "أ" و"ت".
(٣) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٧٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>