للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البادية للتعليم.

ومن هنا يحسن تشبه أهل البدو بأهل الحضر في سكنى الحاضرة لأجل التعلم والتأدب، لا لأجل التنعم والترفُّه، والتطاول في البنيان كما اتفق في هذه الأزمنة لكثير من أهل البدو؛ إذ صار منهم مترفون تركوا باديتهم، ورغبوا في سكنى المدن، وتطاولوا فيها في البنيان، وذلك من أمارات الساعة التي أخبر عنها - صلى الله عليه وسلم - في حديث سؤال جبريل عليه السلام المروي من حديث عمر، وأبي هريرة - رضي الله عنهما - (١).

فتشبه أهل البادية بأهل الحاضرة لأجل هذه الأمور مذموم مكروه، وقد ينتهي إلى التحريم.

ويختلف حكم تشبههم بهم بالقصد والنية كما يختلف حكم عكس ذلك، وهو تشبه أهل الحاضرة بأهل البادية بالنية؛ فإنه مكروه على الوجه الذي ذكرناه، وقد يكون محموداً [ ... ] (٢) من يفر بدينه من الفتن بعد تمام حاله، وكمال أمره من التعلم، والتفقه، والتأدب.

وروى الإمام مالك، والبخاري، وأبو داود [ ... ] (٣) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُوْشِكُ أَنْ


(١) رواه مسلم (٨) عن عمر - رضي الله عنه -، و (١٠) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) بياض في "أ" و"ت" بمقدار كلمتين أو ثلاثة.
(٣) بياض في "أ" و"ت" بمقدار ثلاث كلمات ولعلها: "والنسائي وابن ماجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>