للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكُونَ خَيْرُ مالِ الْمُسْلِمِ غَنمًا تتْبعُ بِها شَعَفَ الْجِبالِ وَمَواقِعَ القَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينهِ مِنَ الْفِتَنِ" (١).

وروى أبو نعيم، والبيهقي في "الزهد" (٢)، وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ لا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ مِنْ شاهِقٍ إِلَى شاهِقٍ، أَوْ مِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالثَّعْلَبِ بِأَشْبالِهِ" (٣).

وذلك في آخر الزمان حين لا تنال المعيشة إلا بمعصية الله تعالى، فإذا كان كذلك حلت الغربة، يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه إن كان له أبوان، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن له ذلك فعلى يدي الأقارب والجيران؛ يعيرونه بضيق المعيشة، ويكلفونه ما لا يطيق حتى يورد


(١) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٧٠)، والبخاري (١٩)، وأبو داود (٤٢٦٧)، والنسائي (٥٠٣٦)، وابن ماجه (٣٩٨٠).
(٢) لم أقف عليه عند البيهقي في "الزهد الكبير" من حديث ابن مسعود، ولعل المصنف نقل العزو من العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" فأخطأ، أو أن هناك سقطًا، لأن العراقي قال: الخطابي في "العزلة" من حديث ابن مسعود نحوه، وللبيهقي في "الزهد" نحوه من حديث أبي هريرة، وكلاهما ضعيف.
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١١٨)، وكذا الخطابي في "العزلة" (ص: ١٠). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>