للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يتناول الفدادين بالمعاني المذكورة كلها.

ومعنى: هلكوا: عَرَّضوا أنفسهم للهلاك، أو: قاربوا أن يهلكوا لأنهم يشتغلون بمواشيهم عن الجمعة والجماعات، والتفرغ للتعلم والتفقه، والعبادة.

لِما قررناه من غلبة الجفاء، وغلظ القلوب على أهل البادية لم يبعث الله تعالى رسولاً من أهل البادية كما قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف: ١٠٩] لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم (١).

وأما قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} [يوسف: ١٠٠].

وقال مجاهد وغيره: إنهم كانوا أهل بادية يملكونها، وهم كانوا يسكنون المدر، ويخرجون إلى البادية في أوقات دون أوقات، وحين قصدوا إلى يوسف عليه السلام بمصر كان ابتداء قصدهم من البدو (٢).

ولا بأس بالخروج إلى البادية في بعض الأحيان لأجل التفكر والاعتبار، وبالخصوص عند إخراج الأشجار، ونمو الزروع في زمن


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ٨٠)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٧/ ٢٢١٠) عن قتادة.
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>