للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عبيد: هو أن يتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلمه.

قال: وقال الأزهري: هو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه كالكلام، والنجوم، وكتب الأوائل، ويدع ما يحتاج إليه لدينه كعلم القرآن والشريعة، انتهى (١).

نعم، مهما أخذ الإنسان بحظه من العلوم النافعة فلا بأس بترويح نفسه بشيء من علم التاريخ، والنسب، والشعر، والأدب، ونحو ذلك.

فقد روى أبو داود عن الزهريّ مرسلاً، والقضاعي متصلاً، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَوِّحُوا القُلُوبَ ساعَةً وَساعَة" (٢).

واستنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمية بن الصلت وغيره.

وكان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه من أعرف الناس بعلم الأنساب.

وكان شيخ الإسلام والدي رحمه الله تعالى - ولم يمض له وقت منذ سن التمييز إلا في علم أو خير - كان في آخر أمره ينظر في علوم الشرع تفسيراً، وحديثاً، وفقهاً، وأصولاً في سائر أيام الجمعة إلا يوم الجمعة، فيقسمه على وظيفتين:


(١) انظر: "غريب الحديث" لابن الجوزي (١/ ١٨٣).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>