للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهُ فِي مَوْضعٍ غَيْرِ شائِنٍ لَهُ، فَهُوَ مِنْ صَفْوَةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ".

قال ابن عباس: قال الشاعر: [من الخفيف]

أَنْتَ شَرْطُ النَّبِيِّ إِذْ قالَ يَوْماً ... اطْلُبُوا الْخَيْرَ مِنْ حِسانِ الْوجُوهِ (١)

وهذه النعمة تقتضي شكراً، فإذا كَفَرها العبد فقد كان عَدَمُها خير له لو عدمها، فهي إذاً ليست بنعمة عليه، ولا يكون حينئذ من صفوة الله المشار إليهم في حديث ابن عباس؛ فإنه ليس في موضع غير شائن له، وهو موضع المعصية وكفران النعمة.

قد وقع بيان ذلك فيما رواه أبو نعيم عن عون بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: من كان ذا سورة حسنة في موضع لا يشينه، ووسَّع عليه رزقه، ثم تواضع لله، كان من خالصة الله.

وفي رواية: من حسن الله صورته، وأحسن رزقه، وجعله في منصب صالح، ثم تواضع لله، فهو من خالص الله (٢).

وروى ابن أبي شيبة عن رجل من جهينة - رضي الله عنه -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خَيْرُ ما أُعْطِيَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَشَر ما أُعْطِيَ الرَّجُلُ قَلْبُ سُوءٍ فِي صُوْرَةٍ حَسَنَةٍ" (٣).


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣٥٤٣) وقال: في هذا الأسناد ضعف، وكذا الطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٥٠٦).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٢٥٠).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٥٣٣١)، وكذا أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٦/ ٣١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>