للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق حقاً فيتبعونه، ولا الباطل باطلاً فيتقونه.

قال الله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: ٤٩ - ٥١] شبههم في إعراضهم عن الحق ونفورهم عن استماع الذكر بالحمر النافرة.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: ٢٠ - ٢٢].

قال القاضي في تفسير عدهم من البهائم: ثم جعلهم شرها لإبطالهم ما ميزوا به وفضلوا لأجله، انتهى (١).

وقد اشتملت الآية على نهي المؤمنين عن التشبه بالكافرين في سماعهم بالمسموع بشرِّ الدواب من حيث إن الدواب تسمع ولا تنتفع، وكذلك حكم هؤلاء ومن جرى على منوالهم، فالآية متضمنة لنهي المؤمنين عن التشبه بالكفار في شبههم بالبهائم فيما ذكر.

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: ١٧٩].

قال مجاهد: لهم قلوب لا يفقهون بها شيئاً من أمر


(١) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>